فكرة إنشاء جامعة مركزية كبيرة تقوم بتلبية حاجات العصر عامة، هي فكرة قديمة سايرت إنشاء جمعية أهل الحديث المركزية في الهند سنة 1906م، وقد سمع لها دوي طيلة الفترة السابقة في الأوساط العلمية والصحفية، وعندما استقلت الهند من براثن الاستعمار الإنجليزي سنة 1947 م، وواجهت جماعة أهل الحديث في البلاد أوضاعا جديدة، اشتد الشعور بضرورة هذه الجامعة، وبفضل من الله العلي القدير وفقت قيادة الجماعة في اجتماع تاريخي حاشد ببلدة “نوغده” سنة 1961 م لأخذ قرار نهائي لإنشائها.
ـــــ والرغبة القوية في نشر الدعوة الإسلامية ،
ـــــ والمساهمة في الحركة العلمية المعاصرة ،
ـــــ والحرص على التمسك بالعقيدة الصحيحة النقية ،
ـــــ ومحاربة البدع والعادات القبيحة التي شوهت معالم الدين الحنيف ،
ـــــ والعناية البالغة بتوطيد الصلات الفكرية والثقافية مع الجامعات الإسلامية العربية ،
ـــــ وبذل الجهود المستطاعة للاستفادة من طرق البحث العلمي الحديث :
هذه هي الدوافع والعوامل التي حملت علماء جمعية أهل الحديث على إنشاء هذه الجامعة ، فاقترحوا على هيئة الجامعة الرحمانية ببنارس اتخاذ الخطوات اللازمة لتأسيس الجامعة والعمل لما بعده من المراحل .
وقد جاءت أطيب مبادرة في هذا المشروع العلمي الخيري العظيم من وجهاء حارة “مدنفوره” في بنارس، فقد تبرعوا بقطعة أرضية تبلغ مساحتها نحو مائة ألف قدم، لإنشاء الجامعة عليها، ووقف معهم المخلصون من جميع أقطار الهند.
انعـقـد حفـل تأسيس الجامعـة يوم الجمعـة 11/ رجب عـام 1383 هـ = 29 / نوفمبر عام 1963م. وقد حضر هذا الحفل العظيم المبارك عدد كبير من العلماء الأفاضل والشخصيات البارزة، وتكرم بأمر من الملك سعود بن عبدالعزيز، رحمهما الله تعالى، سفير المملكة المحروسة بالهند صاحب السعادة يوسف بن عبد الله الفوزان رحمه الله تعالى، بإرساء الحجر الأساسي للجامعة.
ثم بدأ عمل البناء والتعمير حسب الإمكانية المتوفرة، واستمر نحو ثلاث سنوات تم فيها بناء بعض الحجرات الدراسية التي كانت ضرورية لبدء الدراسة.